5Feb
Understanding the Middle East Through the Animal Kingdom

إنهم يرونك هكذا!!

حسناً صديقي اللاعق! المتهافت المغرم بمخرجات “الليبرالية” الحديثة ونموذجها “الجَندبي” القائم! إليك هذا المقال من بين عشرات المقالات المنشورة في إحدى أشهر الصحف الأمريكية ذات التوجه “الليبرالي”، صحيفة نيورك تايمز:

Understanding the Middle East Through the Animal Kingdom

ما تراه أعلاه هو عنوان لمقال منشور في صحيفة “ن.ت.” وعلى الرغم من أن المقال مقال رأي، إلاَّ أنه يعطيك فكرة عن كيف ينظر “الجنبيُ” نحوك! أنتَ في النهاية مجرد ظفرة حيَوانية في أحسن الحالات. تلك الغابة التي ستحكم فيها أسد. هذا الأسد هو بالطبع ” الولايات المتحدة الأمريكية”.!

المقال يتكون من حوالي 500 كلمة، ورغم ركاكته إلا أنه أفلح في إظهار شيء من وجوه قيئ الإمبريالية “الجندبية” الغربية ! وما الغرابة في هذا ؟! فهذا الجيلُ هو امتدادٌ لجيلِ “نحن نسعمركم لنجلب لكم الحضارة”.!! إنكم ” …مجرد وقود للتجارب، وكل تجربة ستقام على شعوبكم وعلى الأفارقة خصوصا هي تجربة ستكون مفيدة “للبشرية”.!!! وبطبيعة الحال المقصود بــ”البشرية” هنا هو الكائن “الجندبيُّ“ حصرا. وهذا المصطلح هو قرين مصلح ” الإنسان” والإنسانية، حقوق الإنسان، حيث إن دلالاتها لمْ تعد مُبهمة ً في جوف الكائن الجنبي ولكنها صارت مكشوفة ومُعلنة وهي تعني حصرا “الإنسان الغربي” الجندبي ذو اللون المعروف وصاحب العيون ذات اللون المعروف. ( قاموس حرب أكرانيا وغزة أحسن مثال)!

في مقارنته السطحية لايزال الكاتب يعيش عقدة السيطرة والنظرة الدونية للآخر! حتى وهو في “ مملكة الحيوان”! فلا يزال الأسد تمثله أمريكا ولايزال يرجو من ذلك “ الأسد العجوز” أن يقوم بواجبه اتجاه الغابة!!

يختم الكاتب قيئه بتفضيلاته. فهو أحيانا يتأمل الشرق من خلال مشاهدة “سي أن أنْ” لكنه، في أوقات أخرى يتأمله من خلال “ Animal Planet”!

Understanding the Middle East Through the Animal Kingdom

Understanding the Middle East Through the Animal Kingdom

الخلاصة :

 

على الرغم من كل هذا الهراء الركيكْ والسخيف، إلا أنني أحزنُ ليس على مستوى القيئ والعنصرية والنظرة الدونية المنشورة في هذا “المقال”- حتى ولو كان المقصود مقارنات سلوكية عامة- ولكن على مستوى الانحطاط الثقافي والفكري الذي وصلنا إليه! أيُعقل أن مثل هذا الإنشاء يستحق النشر كمقال رأي في صحيفة مدرسية للأطفال؟ أحرى أن يكون مقال رأي يُنشر في إحدى أهم “الصحف العالمية” حسب تصنيفاتهم!

أما بخصوص نظرة “الجنادبة” لنا كشعوب، وللعالم ككل فهذه النظرة لم تتغير ولايمكنها أن تتغير في ظل النظام العالمي الحالي… فأنتَ ستبقى في كل الحالات “ غير متحضر”(uncivilized) ، بربري، غير جدير بالثقة، ولا تعرف مصلحتك.! ونحن “كجنادبة” وحدنا المسؤول عن قرار حياتك وجدوائتها، تماما كما كان لنا ذلك قبل مائتيْ سنة!

© Copyright 2014, All Rights Reserved