9Dec

الثورة السورية : أي مستقبل للدولة السورية

هذا تعليقي على مشهد سقوط دمشق، وسيطرة المعارضة السورية على المشهد هناك .

الثورة السورية : أي مستقبل للدولة السورية نُشر هذا المنشور على صفحة الانستغرام في شكل تدوينة سريعة

ألف مبارك للسجناء السوريين حصولهم على الحرية، وللشعب السوري سقوط إحدى دكتاتورياته الطويلة…وهي سلالة ما كان لها أنْ تستمر لو لم تكن هناك ثقافة مؤسسية تسمح باستمرار الطغاة وتوارثهم، وهي الحالة في سوريا وفي كثير من الدول العربية الأخرى للأسف.!!

مبارك أيضا لتركيا🇹🇷 وإسرائيل حصولهما على سوريا دون قتال، وعلى ما يبدو فهناك تفاهمات بينهما وبين النظام الساقط!!

في نظري – وهذا ما لا آمله- أن الضربات الاسرائيلية المتتالية والمتزامنة مع سقوط نظام الأسد، وسيطرة المعارضة، هدفه تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية ليسهل التقاهما لاحقا. تماما كما حدث في ليبيا، حيث كان تركيز النيتو 🌐(وفرنسا🇫🇷خاصة) على ضرب الأهداف الكبرى للبُنى الليبية🇱🇾 وتدميرها قبل وبعد سقوط القذافي، مع أنه كان بالإمكان إسقاط النظام دون المساس بتلك المؤسسات التي يفترض أنها للشعب وملك للدولة لا للرئيس ولا لعائلته!

صحيح أننا أمام نشوة فرح عابرة، آمل أنها ستستمر، ولكن لا أرى أنها ستكون كذلك. وإنما سنكون أمام تفتيت وتفكيك ممنهجٍ للدولةِ، خاصة في ظل التفاهمات

التركية-الإسرائيلية 🇹🇷 ذات الرعاية الأمريكية 🇺🇸 !

وإذا كان هناك رابحون، بل فاعلون مؤثرون( كالرابح التركي مثلا ، والرئيس أردوغان الذي يأكل على كل الموائد) فإن هناك خاسرون أيضا، وهم يظنون ببلاهتهم أنهم رابحون !
وهؤلاء هم بطبيعة الحال مَنْ أنفق ملياريْ دولار (2 تريون$) على الحرب السورية، ثم لمْ يستفد شيئا سوى أنْ سلّم ما أسماها “فريسة” إلى الأتراك وإلى الإسرائيليين…و قد يكون هو الضحية القادم إذا ما شاء ربّهم ( أمريكا ) ذلك!

كشخص يعتبر نفسه من أبناء الربيع العربي، ومتحمس للثورة وللتغيير عموما، أجد صعوبة في الانتشاء بعد التجارب الصادمة والمريرة التي خضناها في التجربة التونسية🇹🇳، المصرية 🇪🇬، والليبية 🇱🇾 وغيرها…

لقد أدركتُ أن أكثر المستفيدين من تلك الثورات – غير المكتملة- هم أعداء الثورة، وأعداء الشعب ذاتهم! اللهم في استثناءات قليلة!! وأنا أعني بالثوار والشعب هم الضحايا الذين لا يذكرهم أحد، والذين هم وقود الثورة والتغيير العفلي، وليست تلك الجماعات المسلحة التي تجلبها أمريكا وتجمّلها متى ما شاءت، ثم تتخلص منها متى تشاء أيضا!

بالنسبة للحركة الإسلامية (الكيزان بلغة السودانيين 🇸🇩) أثبتوا مع الوقت غباءهم الشديد، وعدم نضجهم، وخاصة في التجربة المصرية والليبية، وأيضا السورية فيما مضى منها! وهم أصبحوا – في معظم الحالات- مجرد بيادق وجنودَ لُعبةٍ لايستفيدون منها، وإنما يستفيد منها الغيرُ دائما!

أنا لا أومن بنظرية الخواجة التي ترى أننا مجرد شعوب بدائية غير قابلة لتطبيق مبادئ ديمقراطية والحكم الرشيد، ولكنّي- وللأسف- بدأتُ أومن بالخصوصية الثقافية التي تحدد المسارات السياسية والقرارات الكبرى للدو،  بناء على خصوصية ثقافية للمجتمع! وهي خصوصية لا يمكن فصلها عن تاريخ بعض مجتمعاتنا مع الطغيان والتصالح معه.. وهو تاريخ لم يشهد تجارب ثورية ناجحة، بل كل التغييرات التي حصلت فيه ماهي إلا إعادة صياغة مفهوم مختلف للطغيان والجبر. ولم تفلح تلك التحولات سوى الانتقال  من طاغٍ إلى طاغٍ أطغى منه، ومن تحرير سجناء إلى استبدالهم بسجناء وسجانين أسوأ ممّن كانوا قبلهم! أو بلغة المرحوم عبد الله البرّدوني 🇾🇪 :
” بلادي من يدي طاغٍ
إلى أطغى إلى أجفى
ومن سجن إلى سجنٍ
ومن منفى إلى منفى
ومن مستعمر بادٍ
إلى مستعمر أخفى”!

هناك نظرية تقول إن تلك المنطقة ( العرب) لم يحكموا أنفسهم -بشكل فعلي – مطلقا، وعلى مرّ التاريخ، إما أنهم محكومون من قبل الترك(الروم) أو الغرب (المملكة العظمى) أو الفرس (إيران).. وحاليا دخل فاعل جديد هو تجسيد لكل تلك التناقضات مجتمعة كلها وهو إ-سراويل!!

الخلاصة:

سقوط الأسد كدكتاتور أمر يُفرح كلّ متعطش للحرية والتغيير، لكن، الفرح بتساقط الدول الكبرى وتفتيها إلى دويلات وعصابات لايفرحُ إلا البلداء أو من لم يتعلموا من تاريخ الثورات المسروقة، ولم يدركوا خطر الوجود الأجنبي..!

لايمكنني الثقة مطلقا في الدور التركي -والإسرائيلي، كما لايمكنني الثقة في أية ثورة تمهد لها الولايات المتحدة الطريق!

وعلى كل حال آمل أن يكون الواقع مختلفا عن التوقع، ومن يمكنه حرماننا من فسحة ” الأمل”!؟

فــ “ما أضيق العيش لولا فسحةُ الأمل”.!


Discover more from Saad Elhady l سعد الهادي

Subscribe to get the latest posts sent to your email.

----
Share this Story

© Copyright 2014-2024, All Rights Reserved
// نهاية الصفحة