28Sep

عن عالم مؤمني الصدفة والمولد النبوي

إنهم يحتفلون بأعياد ميلادهم، وأعياد ميلاد أطفالهم، وأحفادهم.. وحتى بأعياد خليلاتهم وأصدقائهم ” النفعيين” FWB ، وأعياد خليلات أصدقائهم وأولادهم… وحتى أعياد :”الأكسS” الخاصة بهم أيام علاقاتهم الفوضوية… وحين يبلغهم خبر من يريد أن يخلد ذكرى ميلاد صاحب الرسالة والطريق السالك، والنور الذي لا ينطفئ، يمطرونك بوابل من الحجج الواهية التي لا يقر بها عاقلٌ مُحب. ولكنها حجج للقلوب المجسمة وأبناء “السوق الحرة” ولمؤمني الصدفة ممن يحتاجون إلى دليل على الشمس. ومتى احتاج النهارُ إلى دليلِ ؟!
“وليس يصحُ في الأهانِ شيء // إذا احتاج النهار إلى دليل.”!

كغيري من بقية مسلمي شمال وغرب افريقيا، ولدت في عائلة غير طُرقية أخذت حظها من نفحة صوفية عبر أجيالها المتعاقبة. لم تكنْ طُرقية بالمعنى الدارج، ولكنها كانت وحتى – وبعضها يحاول أن يكون سلفيا علميا- كانت ذات روح صوفية خالصة.
ورغم ذلك؛ لم أتربى على الاحتفال بذكرى المولد كعيد، ولكن وبعد سنين من عيشي في هذه الأرض ذات الثقافة العنيفة غير القابلة للتعايش مع أي ثقافة أخرى داخلها دون أن تكون لها السيطرة الكاملة..
أدركت مما لا شك فيه لدي – حتى هذه اللحظة – أن تخليد ذكرى المولد النبوي ليس مستحباً ولا خيارا، ولكنّه واجب حتمي. خاصة بالنسبة للعائلات ذوي الأطفال، إذ أنها الفرصة الوحيدة لديهم لتكريس حدث تاريخي مهم في تاريخ العائلة بل في تاريخ البشر كله.
وفي زحمة أعياد الميلاد، وأعياد الهلوين، ولكريسماسْ، وأعياد البطيخ، والألوان المختلفة، وأعياد “الفخر” وحتى أعياد الجيش.، والانتصارات الوهمية المبنية على الظلم والسلطوية.. فلا أجد حرجا من تخليد ذكرى المولد النبوي من بين كل هذه القائمة الطويلة في مخيلة الأطفال.

صحيحٌ أنّ “السلفية النفطية” وبتحالفها غير المُعلن مع زحف العولمة والتجسيد الغربي للحداثة، ساهمتْ في قتل كل روح تحاول الالتصاق بتراث الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. عبر اختراح مجموعة من الحجج والبراهين أقواها أنه بدعة ” وضلالٌ” في آن معا. ولكنها متصالحة ولا تجد حرجا في دهنِ لحية الحاكم والاحتفال بعيد “اعتلائه العرش” وحتى أعياده الوطنية ولا ترى في ذلك سوى ذكرى وطنية تستحق التخليد .اللهم لا مقارنة!
ثم إن أغراضنا ليست واحدة. نحن من معشر :
“ولولا التذاذٌ بالجنانِ بنوره // لما حنَّ نحو الخلدِ كل مُبصرّي.”!

وعلى أية حال وكما قال مولانا انياس :
ضلالٌ بذات الله عينُ هدايةٍ
فإياك والنقص المؤدي الى المس!!

مرحبا !!

Get the latest articles, insights, and updates straight to your inbox.

Share this Story

© Copyright 2014-2024, All Rights Reserved